HYLPRESS

هل تسارع انهيار نظام بشار الأسد هو البداية لسقوط الأنظمة المستبدة؟**

ناصر احمدحسين avatar   
ناصر احمدحسين
تحليل شامل لتسارع انهيار نظام بشار الأسد وتهاوي الأنظمة المستبدة التي تفتقد للشرعية الشعبية. المقال يستعرض عوامل سقوط هذه الأنظمة وآليات بقائها الهشة، مشيراً إلى الدور الدولي في دعمها وتأخير نهايتها ا..

**الأنظمة الديكتاتورية بين وهم القوة وحقيقة الهشاشة**

 

تحليل شامل لتسارع انهيار نظام بشار الأسد وتهاوي الأنظمة المستبدة التي تفتقد للشرعية الشعبية. المقال يستعرض عوامل سقوط هذه الأنظمة وآليات بقائها الهشة، مشيراً إلى الدور الدولي في دعمها وتأخير نهايتها المحتومة.

 

**مقدمة: الطغاة بين القوة الظاهرة والهشاشة الحقيقية**

 

يبدو سقوط الأنظمة المستبدة وكأنه حدث مفاجئ وغير متوقع، إلا أن الحقيقة التي لا تقبل الجدل هي أن تلك الأنظمة، مهما بدا عليها من قوة وتماسك، تعاني من هشاشة متأصلة تجعلها أقرب للانهيار مع أول اختبار حقيقي. نظام بشار الأسد في سوريا، مثال صارخ لهذه الأنظمة، حيث استطاع البقاء في السلطة منذ اندلاع الثورة السورية في عام 2011، لكن بقاؤه لم يكن نتيجة لقوة داخلية أو شرعية شعبية، بل بسبب تواطؤ دولي ومصالح متشابكة بين القوى الكبرى.

 

**هل يكفي الغطاء الدولي لإنقاذ الطغاة من إرادة الشعوب؟**

 

في هذا المقال، نستعرض تسارع الأحداث في سوريا، ونحلل العوامل التي أدت إلى تهاوي نظام الأسد، كما نوسع النظرة لنناقش هشاشة الأنظمة المستبدة عموماً، وكيف يمكن لرياح التغيير أن تقتلعها من جذورها.

 

**أولا: سقوط الأنظمة المستبدة بين الوهم والحقيقة**

 

الأنظمة الاستبدادية التي تحكمها قبضة الطغاة غالباً ما تبني قوتها الظاهرة على أساسات واهية. فمنظومة الحكم في هذه الأنظمة لا تستند إلى شرعية نابعة من الشعب أو ديمقراطية حقيقية، بل تعتمد على وسائل قمعية وأجهزة أمنية تهدف إلى ترهيب المعارضين وإسكات الأصوات الحرة.

 

هذه الأنظمة تُشبه بيت العنكبوت: تبدو متماسكة من الخارج، لكنها في الواقع أوهن مما تبدو عليه. السبب الأساسي وراء هذا الضعف يكمن في افتقارها لقاعدة شرعية شعبية، مما يجعلها عاجزة عن الصمود أمام أزمات كبرى أو حتى أمام إرادة جماهيرية صادقة تطالب بالحرية.

 

**ثانيا: لماذا تأخر سقوط بشار الأسد؟**

 

قد يتساءل البعض عن سر بقاء نظام بشار الأسد رغم اندلاع ثورة شعبية عارمة واجهت قمعاً لا مثيل له. الإجابة تكمن في شبكة معقدة من المصالح الدولية والإقليمية، والتي وفّرت للأسد غطاء حماية مؤقتاً.

 

- 1. الدور الروسي والإيراني:

 

اعتمد النظام السوري بشكل رئيسي على الدعم العسكري والسياسي من روسيا وإيران، حيث قدمتا المساعدات الاقتصادية والتقنيات العسكرية، وأرسلت إيران ميليشيات مثل "حزب الله" لدعم النظام على الأرض.

 

- 2. التواطؤ الدولي:

 

بينما كانت هناك تصريحات غربية تدين ممارسات الأسد، لم يكن هناك تحرك حقيقي لإسقاطه. بل إن المصالح الدولية المتشابكة أدت إلى اتفاقيات سرية وغير معلنة جعلت بقاء الأسد جزءً من توازن القوى الإقليمي.

 

- 3. تفتيت المعارضة:

 

عمل النظام على تفكيك المعارضة عبر تكتيكات عديدة، مثل خلق نزاعات داخلية بين الفصائل، والترويج لنظرية "الإرهاب"، مما مكنه من استعادة بعض الشرعية الدولية.

 

- 4. القمع الدموي:

 

لجأ الأسد إلى أساليب قمع وحشية، شملت القصف بالأسلحة الكيماوية والبراميل المتفجرة، مما أضعف الثورة على الأرض.

 

سقوط الطغاة:

سقوط الطغاة: هل تسارع انهيار نظام بشار الأسد هو بداية سقوط الاستبداد.

 

**ثالثا: العوامل التي تُسرع بسقوط الأنظمة المستبدة**

 

رغم ما يبدو من قوة هذه الأنظمة، إلا أن هناك عوامل تساهم في تسريع سقوطها:

 

- 1. افتقاد الشرعية الشعبية:

 

الأنظمة المستبدة تعتمد على القوة والقمع بدلاً من كسب الشعب، مما يجعلها غير قادرة على مواجهة الأزمات الكبيرة.

 

- 2. التغيرات الدولية:

 

أي تغيير في الموقف الدولي تجاه دعم هذه الأنظمة يؤدي إلى انهيار سريع، كما حدث في تجارب سابقة.

 

- 3. إرادة الشعوب:

 

الشعوب التي تسعى للحرية لا يمكن قمعها إلى الأبد. مع مرور الوقت، تزداد الاحتجاجات قوة، ويصبح إسقاط النظام أمرا لا مفر منه.

 

- 4. الأزمات الاقتصادية:

 

تُشكل الأزمات الاقتصادية ضغوطًا هائلة على الأنظمة الاستبدادية، حيث تفقد القدرة على تمويل أجهزة القمع وضمان ولاء النخب الحاكمة.

 

**رابعا: المثال الإيراني في اليمن والعراق ولبنان**

 

يمكننا أن نرى نموذجا مشابها في الدول التي تديرها أذرع إيران، مثل اليمن والعراق ولبنان.

 

**اليمن:**

 

أدى التدخل الإيراني إلى دعم جماعة الحوثيين، مما أضعف الدولة وأدى إلى حرب مستمرة. لكن الحوثيين، مثلهم مثل الأسد، يعتمدون على الدعم الخارجي، مما يجعل سقوطهم محتملا بمجرد رفع هذا الدعم.

 

**العراق:**

 

رغم وجود حكومة منتخبة، إلا أن النفوذ الإيراني أضعف شرعية النظام، وأدى إلى احتجاجات متكررة تطالب بإنهاء الفساد والتبعية.

 

**لبنان:**

 

سيطرة "حزب الله" على مفاصل الدولة اللبنانية جعلت البلاد في حالة انهيار اقتصادي واجتماعي، ومع ذلك، فإن الاعتماد المفرط على الدعم الإيراني يجعله عرضة للسقوط عند تغيير المعادلات الدولية.

 

**خامسا: دروس من سقوط الأنظمة المستبدة**

 

- 1. لا قوة بلا شرعية:

 

الشرعية الشعبية هي الأساس الوحيد لبقاء الأنظمة واستقرارها.

 

- 2. الدعم الدولي ليس دائمًا:

 

المصالح الدولية متغيرة، وعندما تتغير، تُترك الأنظمة المستبدة لمصيرها.

 

- 3. إرادة الشعوب لا تُهزم:

 

الشعوب التي تطالب بالحرية قد تُقمع لفترة، لكنها في النهاية تنتصر.

 

**خاتمة: هل نحن أمام موجة جديدة من سقوط الطغاة؟**

 

رياح التغيير لا تزال تهب على العالم العربي والعالم بأسره، ومع كل يوم، تقترب لحظة الحقيقة لأنظمة استبدادية تظن أنها في مأمن. النظام ا

لسوري ربما يكون النموذج الأكثر وضوحا الآن، لكنه ليس الوحيد. الأنظمة المستبدة التي تعتمد على القمع والدعم الخارجي فقط لن تصمد طويلا أمام إرادة الشعوب، والتاريخ شاهد على أن الطغاة يسقطون في النهاية، مهما بدوا أقوياء.

{أقرأ المزيد}.

للاطلاع على قائمة كاملة من التقارير والكتابات الأخبارية يرجى زيارة {قسم ألأخبار} بموقعنا الإلكتروني.*

 

 

محمد ناصر
محمد ناصر منذ 15 أيام
جميل
0 0 الرد
أظهر المزيد