صدمة علمية: لماذا يرى الأطباء أن السكر قد يكون أخطر على صحتك من التدخين؟
لطالما اعتبرنا التدخين العدو الأول للصحة، وهو أمر صحيح بلا شك. فالتدخين هو المسبب الرئيسي لأمراض القلب والسرطان. ولكن ماذا لو قلنا لك إن هناك "مادة بيضاء" نتعاطاها يومياً، ويدرسها العلماء اليوم باعتبارها تهديداً لا يقل خطورة، بل قد يفوقه في بعض جوانبه؟ نتحدث هنا عن السكر.
في العقود الأخيرة، أظهرت الأبحاث الطبية أن السكر ليس مجرد مصدر للسعرات الحرارية الفارغة، بل هو محفز رئيسي للالتهابات في الجسم، ومسبب لمتلازمة مقاومة الأنسولين، التي هي البوابة الأساسية لأمراض السكري والسمنة وأمراض القلب. والأخطر من ذلك، أن العلماء يصفون تأثير السكر على الدماغ بأنه يسبب إدماناً حقيقياً، يضاهي تأثير بعض المخدرات الخفيفة.
وهنا يكمن مربط الفرس: بينما أصبحت الحكومات والمجتمعات تشن حملات شرسة ضد التدخين وتفرض ضرائب باهظة عليه، يظل السكر متخفياً في مئات المنتجات الغذائية التي نستهلكها يومياً دون وعي. هو لا يأتي في علبة واحدة مكتوب عليها "يسبب الوفاة"، بل يتسلل إلى مشروباتنا الغازية، ومعلباتنا، وحتى خبزنا.
صحيح أن التدخين يسبب ضرراً مباشراً وفورياً على الرئتين، لكن السكر يعمل بصمت، ببطء، وفي كل جزء من أجسادنا، من الدماغ إلى الأوعية الدموية والكبد. إن تأثيره التراكمي على المدى الطويل قد يكون أكثر فتكاً لأنه يؤثر على شرائح عمرية أوسع بكثير، بما في ذلك الأطفال، مما يمهد لمستقبل مليء بالأمراض المزمنة.
هذه المقارنة ليست للتقليل من مخاطر التدخين، بل لتسليط الضوء على الخطر الخفي الذي لا نأخذه بالجدية الكافية. السكر ليس مجرد متعة بريئة، بل هو سلاح صامت يهدد صحة الملايين، وربما حان الوقت لكي نتعامل معه بالخطورة التي يستحقها.
?د.يـسّارالدين
