زبرجدة الخازبار قصيدة للشاعر الكبير حسن طلب إلقاء شاكر المغربي
زبرجدة
الخَازباز
ما لم يكن
سيصح صح
ولم يكن
سيجوزُ جاز :
يبس السحابُ
تبخر القاموسُ
كيف إذن سيحيا
الأنقليسُ ؟
وكيف يُفلتُ
من إسارِ المرمريسِ الخازباز؟! (1)
لابد من شئ
لينجو من هلاكٍ مقبلٍ
هل يستعينُ
بحسه الفطري ؟
أم بخياله
الحفاز؟!
هل يقتفى أثر الجنادب
؟
يهتدي بالقطرب
الليلي
أو نار
الحُباجب ؟ (2)
أم يكور نفسه-
عكس الفراشةِ
كالعكاشةِ
جاعلاً من قرن
الاستشعار محور نَحبه الآتي
ومن نسج
الرُتيلي حوله قطب ارتكاز ؟!
لابد من شئ
لهذا الكائن الرعوي
هل يتقمص
الصحراء كي تسعى لواحته الجداية ؟ (3)
أم يقلد رقصة
اليعسوب ؟
يصرخ كي يحس
بأنه مازال حيا ً
أو تحس به
الدواجن ؟!
هل يصرح بالذي
يخشاه من مأساته
أم يكتفي
ببلاغة الإيعاز ؟
ما لم يكن
سيكون كان
فكيف يمكن أن
يواجه ذلك الوضع المعاصر ؟
يختفي عن كل
عين خلف شوك القنفذ البري
أو درق
السلاحف ؟
يستعير من
النعامة رأسها
ومن القرلي
قلبه ؟ (4)
أم يستقل جناح
باز ؟!
ماذا سيفعل
ذلك الرخوي
وهو على شفير
الأرض
لا حي فيستدعى
ولا ميت
فيستنعى
ولكن بين بين
؟
ومن سيسمع إن
بكى أو أن ؟!
لو كانت له
أنياب صل الشام
أو منقار
شاهين الرها
أو قرن كركدن
عطبرة
استدارة عين
يعفور السماوة
أو زباني عقرب
الدهناء
أو معشار حكمة
بومة النيل
التفاتة إيل
في بعلبك إلى الذرى
أو عضو إخصاب
لتيس من صفاقس وهو ينزو بين متيوسائه
أو قفزة
الإطباق من نمس الصعيد على فريسته
قوائم تيتل من
أي هاتيك التياتل أو ذوات الظلف لو كانت له بجميع ما يجتاز !
لكنها ليست له
فعلاً
ولو عاش
الهنيدة لن تكون له (5)
فما هو – في
حقيقة أمره
..إلا مجرد
خازباز
ما لم يكن
سيصير صار
الخازاباز
الآن يعمل ذهنه
متأملاً رهبوت
هذا العصر
في كرسيه
الهزاز !
ماذا سيفعل
ذلك الهزلي في حرب الكواكب ؟
هل يلوذ بناقة
عوجاء ناجية عليها الصيعرية
تصمعل بنضوه
(6)
فيضيع في
الربع الخراب
مردداً غب
السرى والسير
ما يحدو به
الرجاز ؟!
أم هل يجرب
مهرة عربية
يرخى الزمام
لها
فتمشي الخيزلي
(7)
ويحرك المهماز
؟!
لابد من شئ
يجنب ذلك البدوي أهوال المصير الصعب
هل يغزو بجيش
من أساطير .. مصنع الفولاذ ؟!
يشحذ عزمه
ويريش سهماً
ثم يطلقه على
القمر الصناعي المحلق في سماء بيوته
وفضاء غرفته ؟
يجرد حملة
كبرى ليحتل البنوك وشاشة التلفاز ؟!
من لم يكن
سيضيع ضاع
ولم يكن سيفوز
..فاز !
فبأي شئ تستمر
حياة هذا الكائن الرملي ؟
ماذا يستطيع ؟
يظل ينتظر
الإشارة من غريزته لتبقى الروح فيه
بمقتضى حب
البقاء
وترتقي من
أوضع الدركات
حتى أرفع
الدرجات ؟
أم هل يلعن
الدنيا ويقترح السماء على ذويه
لينفذوا في
ذلك البوغاز ؟ (9)
أم هل يجرد
حملة أخرى يكون شعارها:
تحرير عكا
يستحل دم
الذبيح وما أُهل به لغير الله
يشرب بوله
كرهاً ويقتات البراز ؟!
لابد من أي من
الموتين :
موت العجز بين
القادرين
وموت
الاشمئزاز
الخازاباز
يكاد من فزع يموت
من القمحدرة
اقشعر
إلى الجعري
(8)
واستبد به
الحزاز
ما لم يكن
سيئين آن
فهل يخوض
الخازاباز الآن حرب إبادة
ضد البعوض
وكل أنواع
القوارض
والجراد
وآكلات العشب
يجعل وكده
إحراز نصر خاطف يقضي على إخوانه
إن أمكن
الإحراز ؟!
يستعمر الدلتا
وينشئ دولة
أخرى
تقوم مقام هذا
العك من دول الحياد
أو التي تنحاز
؟!
أم هل يشرح
جثة العشب الطرية في أعالي كردفان (10)
ليكشف السر
المريب وراء حادثة الجفاف هناك ؟
هل يتآلف
الأعراب غربي الهفوف ؟
يعلم الأهلين
في مصراتة الطرق الحديثة في غسيل المخ ؟
هل يستعطف
الليكود ؟
يخرج في
مظاهرة
لتأييد الأخوة
بين أمريكا
وشيخ قبيلة
الحرماز
أم هل يهيئ
خيمة الأعراف لاستقبال مؤتمر لقمة جنسه:
غيظ بن مرة
–قيس عيلان – الفدوكس –عك- ضبة- جحجبي- أُد بن طابخة –البراجم –كلب – جحش – قريش-
بهدلة – الحيا- سعد العشيرة – شن – أزد شنوءة – الدئل –العطاعطة – الهميسع –عجل
–عكل –هصيص – أفصى –حسل – عنس – جذام –عنز –تنوح –أنف الناقة – الحرماز ؟!
نعم الرعيل
ونعم أسماء
القبيل
ونعم أعمال
الرجال إذا تفوخر بالفعال وعُدّد الإنجاز !
لابد من شئ
يغير كل شئ في نظام بناء تلك الكائنات
الخازاباز
الآن يركض في تمام الوقت
ماذا سوف يصنع
ذلك العدمي ؟
هل يتملق
الفوضى
ويحترف الخطابة
ساعة الإيجاز ؟
أم هل يقاسم
ظله نخب الخراب ؟
وهل يدمر ما
تبقى من خلايا مخه الموروث ؟
أم هل يفرز
السم الذي أختزنته داخل خصيتيه
الغدة الكظرية
؟!
السم الذي
انتظرت خلاصته قرونا لحظة الإفراز !
لابد من شئ
حقيقي لا يكون كمثله شئ
فماذا يستطيع
الأن هذا البلغمي ؟
يمحور الرؤيا
ويعطي الأولوية للثقافة ؟
يستفز الشعب
بالشعر المباشر ؟
يستثير مشاعر
الجمهور ؟
ينتدب الفحول
من الثقاة ؟
يعيد ترتيب
الجهات ؟
يحرض الطبقات
؟
يفشى سره
للأغلبية ؟
هل يؤلف صيغة
وسطية لتكون بين الأبيض العنسي
والشيخ الرئيس
وبين هيجل
وابن باديس ؟
السؤال الأن :
كيف يتم تقدير
الحساب بحيث ينسجم المزيج
ليستمر عجيج
تلك الأمة المثلى بهذا الموقع الممتاز ؟!
إن التراث
ممثلاً في لحظة ونقيضها
يغتال حاضره
فهل يختار
لحظته
وينتخب الشيوع
العتي لكي يؤسس من هلام الوقت مرحلة
ويصعد فوق
هرجلة النصوص ؟
أم الأصح
بقاءه متلذذاً بمجالات الأشعرية
في جواز إمامة
المفضول
أو جعل
الخلافة في قريش ؟
منادياً بوجوب
تأسيس الفروع على الأصول ؟
مقفياً بكتاب
"أسباب النزول"
على كتاب
"دلائل الإعجاز" ؟!
أم هل يجرب
حيلة أخرى لفك الرمز ؟
يخلق منهجاً
حراً لتأويل المجاز ؟!
أيؤلب الفصحى
لتخرج من
معاجمها إلى نظرية الكم الجديدة ؟
أو إلى علم
التفاضل ؟
كي تقايض من
تشاء بضاعة ببضاعة :
فبحرف حتى :
معمل الكيمياء
بالنعت :
الفلز
بخمسة الأسماء
: علم وظائف الأعضاء
بالمترادفات :
مفاعلات الذرة الآلات بالعلل
المصانع
بالمضارع والمضاف والمجرور
بالجزم
الجيولوجيا
بلام النصب أو
واو المعية أو أداة النهي :هندسة القوى
بعلامة
التأنيث درفلة المعادن
بالمعلقة
الجهاز !
لابد من حل
جرئ خازابازي
يجئ بأحوزي
حيث يذهب بانتهازي
يعري كل ذي زي
ليعرف من يريد
… حقيقة الوطني / والجاسوس
والسلفي /
والسمسار
والثوري /
والنهاز
ما لم يكن
سيتم تم
وليس من شئ
لينقذ بعض تلك
الكائنات من المصير الصعب
قبل نهاية
التاريخ
أو قبل انقراض
النوع
ماذا يستطيع
الكائن القدري ؟
كيف يرد جنه
غيره بجحيم خيبته ؟!
بأي وسيلة
-حسناء
أو شنعاء-
يقطع ذلك
الزمن المروع في انتظار حلول ساعته ؟
يحل قوائم
الألغاز ؟
أم هل يعزي
نفسه بتلاوة النص القديم
وما تعسر من
نهاية آية التزويج
كي يضع الفروج
على الفروج ؟!
وهل يقضي
العمر في تجويد تنعيم الضجيج ؟
يسير في توديع
أفواج الحجيج ؟
يعيد توزيع
الطوالع في البروج ؟
يعلم الشعرا
اليمانية النشيج ؟
ينظف الصدأ
القديم عن السنابك
والغبار عن
السروج ؟
يخط ملحمة
بماء القلب
في تمجيد
فرعون الخروج ؟
وهل يعد حصى
الأباطح في الخليج ؟
وهل يلاحق في
شوارع سبته المحتلة
الجنس اللطيف
ويستميل أرامل الشهداء في حرب الديوك
على حدود
الفرس والأحواز ؟!
أم هل يرص
شرائط الفيديو
ويبحث في صمام
الكهرباء المسلسل
والمسلسل
والمسلسل ؟
أم يدير يد
اسطوانات الغناء
ليستعيد
توافقات اللحن
حتى يستبين له
النشاز ؟!
ما لم يكن
سيدوم دام
ولايزال
الخازاباز على الشفير
مفتشاً عن
بعرة كي يستدل على البعير
ونخلة كي
يستجير من الهجير
فمن يزحزحه عن
الربع الخراب ويفتديه من السعير
قبيل أن يتحول
العرس الأخير لمأتم
وتدق موسيقى
الجناز ؟!
لابد من شئ
حقيقي
وإلا ؟
من سيمشي في
جناز الخازباز ؟!
لابد من شئ
حقيقي قوي
قبل أن يجأ
الفتى يافوخه بحديدة
ويدع طفلته
ويكفر بالبنوة
والأبوة
والأخوة
والحموة
والأمومة
والأرومة
والقرابة
والصحابة
والصداقة
والرفاقة
والعلاقة
ثم يلقي أهله
الأدنين في مستودع للنفط
أو خزان غاز !
لابد من شئ
يناقض كل شئ
ثم يكسح أي شئ
من قمامة هذه الأشياء
لا يبقى على
شئ
فقد يبس
السحاب
وطال صبر
العيس
سألت مهجة
اليقطين
كيف إذن سيحيا
الأنقليس ؟
وكيف يفلت من
إسار المرمريس الخازباز ؟
👍👍😔😔
ولذلك فضلاً وليس أمراً ادعمني بلايك والاشتراك في قناتي
تم الاشتراك مسبقاً
اشتركو في قناتي
حلو